اكبر تجمع للاساتذة الجزائريين  اكبر تجمع للاساتذة الجزائريين

الغش في الإمتحانات...الحكم الشرعي

حن في فترة إمتحانات الفصل الثالث و كذلك امتحانات البكالوريا و شهادة التعليم المتوسط و التعليم الابتدائي ..فكثيرا مانسمع الكلام عن الغش.فالغش وباء يغزو مدارسنا ويفتك بالأمانة في نفوس أبنائنا , وكل ذلك أمام أعيننا ولا نحرك ساكنا بحثا عن علاج , وكأن الأمر ميؤوس منه وان هذا المرض العضال بات أمرا حتميا علينا التعايش معه، كما أن هذه الظاهرة خطيرة و هي في الامتحان وعلى الرغم من خطورتها إلا أنها لم تحظ بمعالجة كافية في منطقتنا الأخضرية, ولا شك أن التهاون الحالي في مكافحة الغش من شانه التسبب في انهيار التعليم وبالتالي انهيار حضاري سريع على المدى البعيد . ولا مبالغة في ذلك , فالغش آفة فتاكة من آفات التعليم في واقعنا المعاصر , ويتطلب علاج هذه الظاهرة إجراء دراسات متعمقة للوقوف على أسبابها والعوامل المؤثرة فيها للوصول إلى حل سريع ينقذ مستقبل هذه الأمة.
ولتكن البداية بوعينا السليم لمعنى الغش , وأضراره .
فالغش في اللغة معناه / عدم خلوص الشيء فهو مغشوش أي كدر غير صاف , ويدخل في معناه الخديعة والاحتيال والخيانة .
وحكمه في الشريعة الإسلامية / "حرام" لقول النبي عليه الصلاة والسلام , والذي رواه أبو هريرة (( من حمل علينا السلاح ,فليس منا ,ومن غشنا ,فليس منا )) رواه مسلم في صحيحه . وفي رواية أن رسول الله e مرّ على صبرة طعام ,فأدخل يده فيها , فنالت أصابعه بللا , فقال: (( ما هذا يا صاحب الطعام ؟ )) قال : أصابته السماء يا رسول الله ,فقال الرسول ((أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس , من غشنا فليس منا )).
وهذا الحديث الأخير يستغله البعض لتبرير الغش في الامتحانات ,بحجة أن النبي عليه الصلاة والسلام إنما نهى عن الغش في التجارة فقط ,ولم يذكر شيئا عن الامتحانات ..الخ ,وهذا طبعا غير صحيح ,فالحديث عام في حكمه ولم يحدده الرسول بالتجارة أبدا ,كما أن فتاوى العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية جاءت بتحريمه قطعا , ويستوي في ذلك الغاش ومن ساعده .
و هذه بعض الفتاوى لعلماء الأفاضل
س1: ما حكم الغش في أوقات الامتحان علما بأني أرى كثيرا من الطلبة يغشون و انصح لهم و لكنهم يقولون : ليس في ذلك شيء ؟ 
ج: الغش في الامتحانات و في العبادات و المعاملات محرم لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (( من غشنا فليس منا )) و لما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدنيا و الآخرة . 
فالواجب الحذر منه و التواصي بتركه . ( ابن باز(
س2: ما حكم الغش في دورة اللغة الانجليزية أو العلوم البحتة كالرياضيات و غيرها ؟ 
ج : لا يجوز الغش في أي مادة من المواد مهما كانت لان الاختبار المقصود منه هو تحديد مستوى الطالب في هذه المادة ، و لما في ذلك أيضا من الكسل و الخداع ، و تقديم الضعيف على المجتهد ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : (( من غشنا ليس منا )) و لفظ الغش هنا عام لكل شيء ، و الله أعلم ( ابن جبرين.(
فتوى بعض العلماء:
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد : 
فقد حرم الإسلام الغش بصفة عامة، ولا يستوي عند الله تعالى من علم ومن لم يعلم، ومن نجح بالغش إلى مرحلة أعلى، عليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه، وعلى من يساعد على الغش أن يكف ويستغفر الله تعالى، لأنه يخون الأمانة التي وكل بها. 
يقول الشيخ رياض المسيميري من علماء السعودية: 
لا ريب أن الغش حرام، ومن كبائر الذنوب، ومنه الغش في الاختبارات المدرسية، ولكن باب التوبة مفتوح بحمد الله ولا يلزمك ترك الدراسة بسبب غشك في الثانوية العامة، بل أكثر من الندم والاستغفار، وبادر إلى الأعمال الصالحة، والواجبات الشرعية، وتزود منها ما استطعت فإن الحسنات يذهبن السيئات، أما المدرس الذي قام بتغشيشكم فلا شك أنه آثم خائن للأمانة، فعليك بمناصحته بلطف ولين، مشافهةً أو مكاتبةً لعل الله أن يهديه على يديك، ويكتب لك ثواب توبته، وإنابته.أ.هـ 
ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر الشريف: 
من المقرر أن الغش في أي شيء حرام، والحديث واضح في ذلك "من غشنا فليس منا" رواه مسلم وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة، فالذي يغش ارتكب معصية، والذي يساعده على الغش شريك له في الإثم. 
ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره، والدين لا يسوي بينهما في المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضي بهذه التسوية، قال تعالى: ((أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)) سورة ص وبخصوص العلم قال: ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)) سورة الزمر. 
وانتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين الذي تسند فيه الأمور إلى غير أهلها، وهو ضياع للأمانة، وأحد علامات الساعة كما صح في الحديث الشريف. 
والذي تولى عملاً يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به وقد يصدق عليه قول الله تعالى ((لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم)) (آل عمران). 
وإذا كان قد أدى عملاً فله أجر عمله كجهد بذله أي عامل، وليس مرتبطًا بقيمة المؤهل، وهو ما يعرف بأجر المثل في الإجارة الفاسدة، وما وراء ذلك فهو حرام.





إرسال تعليق

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة

اكبر تجمع للاساتذة الجزائريين

2016