عيش الطلبة الذين اجتازوا امتحانات شهادة البكالوريا، هذه السنة رفقة ذويهم أياما عصيبة، على غرار زملائهم في بقية مناطق الوطن، بعد الفضائح التي هزّت قطاع التربية بتسرب عدد من المواضيع لامتحانات شهادة البكالوريا والتي أحدثت بلبلة وزوبعة وسط المترشحين وذويهم حول مصيرهم بعد المهزلة.
وأبدى أولياء تلاميذ البكالوريا بورقلة، في حديثهم مع "الشروق" تذمرهم وسخطهم الكبيرين تجاه وزارة التربية الوطنية، لعدم حماية مصير أبنائهم في البكالوريا والذين أخلطت أوراقهم بعد التسريبات المتتالية، حيث صرّحت أم إكرام أن ابنتها دخلت في أجواء البلبلة وفقدت تركيزها في اليوم الثاني لأسبوع البكالوريا، وأصبح هاتفها يرن كل لحظة وفي ساعات متأخرة من الليل من زميلاتها بعد تداول أخبار التسريب ما أدخلها في ارتباك، وهو الأمر ذاته، الذي ذكرته أم إلياس، حيث قالت أنّ ابنها لم يرقد طيلة الأيام الأخيرة للبكالوريا متأثرا بما يحدث ويتابع باهتمام عبر شبكات التواصل الاجتماعي لهذه التطورات إلى ساعات الفجر رغم محاولات أفراد العائلة إقناعه بأنها إشاعات، أمّا إبراهيم وهو أستاذ في التعليم المتوسط، فلم يكن يعلم أن هذه التسريبات صحيحة، حيث أضاف أنه ثار في وجه ابن الجيران وكاد أن ينهال عليه ضربا بعد أن دق الباب على الساعة السادسة صباحا ليسلم لابنه اختبارا مسربا مرفوقا بالأجوبة تحصل على نسخة منه من النت، حيث اتهمه بالتشويش على ابنه، ليصاب ابنه بصدمة بعد ما تأكد من أن نفس الأسئلة التي كانت بحوزة ابن الجيران هي المعنية بالبكالوريا وجميع طلبة المركز بحوزتهم الأجوبة، في حين أن إبنه لم يحرك ساكنا وبقي عاجزا متأثرا رغم تحضيره الجيّد.
أما التلاميذ الذين حاورتهم "الشروق"، فصرح هشام انه مصدوم ممّا حدث، فتساءل "كيف بعد عام من الجدّ والكدّ والسّهر والضغط، وحرمان أنفسنا من العديد من الأغراض من أجل توفير مصاريف الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، نأتي يوم الامتحان فنتفاجأ بزملاء لنا لم يدرسوا طوال السنة الدراسية، بحوزتهم الأسئلة والأجوبة بالتفصيل الممل"، واعتبر الأمر غير مقبول، حسبه.
وحمّل الأولياء وذويهم المسؤولية كاملة لوزارة التربية التي بالغت في إجراءات مكافحة الغش، حيث أضاف محدثونا أن مكافحة الغش يكون بحملة تحسيسية أثناء الموسم الدراسي وليس تهديدا ووعيدا أثناء إجراء الاختبار، فقد كان استفزازا للطلبة من خلال الملصقات التي اكتسحت الجدران والسبورات والأبواب، أما عن المطالب بإعادة البكالوريا، فرفض الأولياء هذا المقترح الذي لا يخدم أبناءهم مهما كانت الظروف.