سنتان كاملتان، هي المُدة التي يستغرقها التحضير لإنجاز مواضيع امتحان نهاية التعليم الثانوي “البكالوريا”، من تحرير على المستوى المحلي من طرف الأساتذة، ثم تنظيم ملتقيات مغلقة لانتقاء أحسن الاقتراحات، إلى جمع المواضيع فيما يسمى بـ”بنك الانتظار”، وبعدها “بنك الأسئلة”، ثم تخضع إلى القرعة والعزل والنقل بالطائرات العسكرية قبل أن تصل إلى يد الطالب الذي يحلها في ساعتين.
دخل الأساتذة المكلفون بإعداد أسئلة ومواضيع امتحان شهادة البكالوريا إلى “الحجز”، حيث وصف مسؤول من الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات في حديثه مع “الخبر” عملية تحضير مواضيع البكالوريا بـ”العرس” الذي يسبقه تحضير أشهر وسنوات، كيف لا؟ يضيف محدثنا، وعملية الاقتراح والدراسة تستمر لمدة سنتين كاملتين، يحاول خلالها الديوان أن ينتقي أحسن وأفضل الأسئلة الملائمة لمستوى التلاميذ والطلبة المترشحين، خاصة بالنسبة لامتحان “البكالوريا” الذي يُعتبر الأهم نظرا لكونه آخر امتحان في الطور الأساسي، والذي يتحصل من خلاله الطالب التأشيرة للتنقل إلى الجامعة.
يوجه ديوان الامتحانات سنويا مراسلة إلى جميع مفتشي المواد البيداغوجية على المستوى الولائي يطلب فيها منهم اختيار الأساتذة الذين تتوفر فيهم الشروط الضرورية لإعداد واقتراح الأسئلة، ويشترط الديوان ضرورة توفر أقدمية الأستاذ التي لا تقل عن 10 سنوات في تدريس الأقسام النهائية، كما يجب أن يلتزم بالحفاظ على سرية الاقتراحات التي يقدمها وأن تكون الأسئلة المقترحة وفق البرنامج الدراسي للسنة، والذي تراعى فيها المعايير البيداغوجية، على أن يتم الانتقاء بعدها على مستوى الديوان.
لجان خاصة لدراسة الاقتراحات والقرعة هي الفاصل
عندما تصل الأسئلة المقترحة على المستوى الولائي إلى الديوان، يقوم هذا الأخير بتخزينها فيما يسمى بـ”بنك الانتظار”، ثم تشرف لجنة مكونة من الأساتذة والمفتشين على دراسة الأسئلة المقترحة.
وتتكون اللجنة من مفتش واحد و5 أساتذة للمادة الواحدة، ودورهم الأساسي هو اقتراح الأسئلة الموجهة للبرمجة في امتحان البكالوريا، على أن يرسلوا الأسئلة الناقصة إلى الأستاذ المحرر على مستوى ولايته من أجل معالجتها، ثم يعيد نفس الأستاذ إرسالها إلى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، حيث يسحبون 3 مواضيع يقومون بإضافتها إلى “بنك الأسئلة”.
وفي السنوات السابقة، أي قبل سنة 2014، كان الأساتذة ينتظرون الإعلان عن الدروس المرجعية، أي “العتبة” من أجل الشروع في اختيار مواضيع الامتحان، وبعد إلغاء العتبة، خلال السنتين الماضيتين، أصبح الآن يتم مباشرة تشكيل لجنة مكونة من مفتشين وأساتذة عددهم في حدود 50، يعزلون عن العالم الخارجي، حيث يوجد أستاذان في كل مادة تقريبا، أما المواضيع فيصل عددها إلى 30 موضوعا في كل مادة.
وتُحدد المواضيع التي يتم اختيارها لتدرج في امتحان نهاية التعليم الثانوي “البكالوريا” عبر إجراء القرعة، ثم يتم السحب ومراجعة الأسئلة المسحوبة لتفادي أي خطأ في السؤال.
إجراءات استثنائية في بكالوريا 2016
تتميز بكالوريا 2016 بتشديد الإجراءات الخاصة بالسرية وكذلك ضمان سلامة المواضيع من أي أخطاء، خاصة بعد الأخطاء التي تخللت مواضيع بكالوريا السنة الماضية، ومن بين الإجراءات الجديدة المتخذة في هذا السياق، عرض الأسئلة على لجنتين منفصلتين لمراقبتها والوقوف على أي هفوة أو سهو من قبل معدي المواضيع، حيث تقوم اللجنة الأولى بمراقبة الأسئلة في المرة الأولى والموافقة عليها، ليتم مراجعتها مرة أخرى من قبل اللجنة الثانية، على أن تكون اللجنتان تحت إشراف مفتشي المواد وأساتذة يملكون خبرة لا تقل عن 20 سنة في المجال.
إجراءات أمنية مشددة لحراسة المواضيع
ويتواجد في مركز الحجز خلال الموسم الجاري أكثر من 100 موظف دوره طباعة وسحب المواضيع، التي سيفوق عددها هذه السنة 33 مليون ورقة اختبار من نوع “أ4” وقبل ساعات من امتحان البكالوريا تنقل هذه المواضيع إلى المطار ومنها إلى المديريات الولائية، حيث عقدت وزارة التربية الوطنية اتفاقية مع وزارة الدفاع الوطني لنقل كل المواضيع إلى الولايات عبر الوطن في طائرات شحن عسكرية، إلى الولايات المجاورة كبومرداس والبليدة وتيبازة وتيزي وزو والجزائر والمدية والبويرة وطائرات عادية في الولايات الأخرى، وبعدها تنقل من المطار إلى المديريات ثم المؤسسات التربوية بمرافقة المصالح الأمنية من شرطة ودرك، إضافة إلى مفتشين تربويين.
الخبر