أجمع كثير من الأساتذة المٌصحّحين لامتحان شهادة البكالوريا غير المُسربة، التي انطلقت منذ يومين، أن إجابات بعض التلاميذ تراوحت بين الطرافة والغرابة، وجاءت أوراق بعض المُرشحين تحمل "العجب العُجاب".. فالبعض خرج كلية عن الموضوع، وتلاميذ لا يتحكمون في اللغة العربية الفصحى فأجابوا بالعامية، ومرشحون يستعطفون المُصححين بعبارات يدوّنونها في آخر ورقة الإجابة.
" الشروق" اطلعت على بعض الإجابات "الغريبة" في امتحان العلوم الإسلامية، فرغم سُهولة المادة واختيار أسئلتها في البكالوريا أسئلة حفظ لا فهم، لم يُوفق كثير في الوصول إلى الإجابات الصّحيحة.
فمثلا في أحد مراكز التصحيح تراوحت علامات العلوم الإسلامية في اليوم الأول من التصحيح بين 7 و12 على 20، واثنيْن فقط تحصلا على علامة 18 على 20، تُعتبر أحسن علامة إلى حد الآن، والإجابات غالبيتها عبارة عن "كلام عام" دون تركيز ووضوح.
بعض الإجابات تكشف وجود سوء تحكم في اللغة العربية، كما أن بعض المرشحين لا يستطيعون تكوين جملة مفيدة باللغة العربية، على غرار إجابة أحد التلاميذ، نُوردها كما وردت "... المُساواة في اقامة الحدود اثار في تماسك المتجمع انتشار الآفات الاجتماعية في المجتمع، انعدام الأمن والعدل وضيع الأخلاق خلق الطبقية ومهلك الأمم وزاولها..."
وآخر وجد الأسئلة صعبة، فحاول استمالة المُصحّح بكتابته في آخر الورقة "اسمحلي يا أستاذ فأنا عندي 5 سنوات دون دراسة... وشكرا".
ومن الإجابات الغريبة التي عَرَّفتْ القياس، جواب أحدهم "هو الاحتكام إلى شرع الله سبحانه وتعالى للفصل فيه اختلاف... وأركانه الفقة والحكمة" وفي سؤال عن المعتقدات الخاطئة عند اليهود أجاب تلميذ: "عبادة الأوثان، العجل، البقرة و yahoo .
وعن تعريف الشفاعة في الحدود، قال مترشح آخر: "التوسط من الحاكم بغية إسقاط الحاكم على المحكوم" أما الحدّ فهو عقوبة مقدرة شرعا "أي من الشريعة الإسلامية".
وقال آخر عن تعريف الجريمة: "هي انتهاك القيم والمبادئ والتنافي مع الأعراض بالقتل بالأسلحة البيضاء".
واستعصت الأسئلة على تلميذ آخر، فاستعان بالعامية، ففي تعريفه للقياس اصطلاحا، يقول: "هي عُقوبة مُقدّرة شرعا أي إن القاضي اللّي يْمد الحُكم على حساب الجريمة المرتكبة فيعمل للجاني مثلما فعل بالمجني عليه".
وكتب تلميذ آخر قائلا: "عائشة بنت عمر بن الخطاب بن عبد المطلب" بدل عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
هذه الإجابات الغريبة، تعكس برأي متابعين للشأن التربوي، الواقع المرير الذي تعيشه مادة العلوم الإسلامية، رغم تدريسها مرة أسبوعيا، وغالبية دروسها عبارة عن حفظ، فكيف سيكون الوضع في حالة واصلت وزارة التربية الوطنية "إصلاحاتها" بتقزيم هذه المادة وتخفيض مُعاملها..
جريدة الشروق.