مقال قديم نوعا ما لكنه اعجبني
رغم المعاناة التي يتكبدها معلمو السنة الأولى ابتدائي، مع تلاميذ لم يسبق لهم الاحتكاك بالعالم الخارجي، ومع ذلك فسلوكات تلاميذهم المليئة بالطرافة والغرابة، تجعلهم يروّحون عن أنفسهم قليلا. ومع ذلك فلينتبه المعلمون إلى بعض تصرفاتهم التي قد لا يستوعبها عقل طفل في السادسة من عمره، والتي قد ينقلها حرفيا لوالديْه.
كثيرٌ من معلمي الابتدائي يُفضّلون عدم تدريس تلاميذ السنة الأولى، وحجتهم في ذلك أن التلاميذ الجُدد، والذين يكتشفون عالم الدراسة لأول مرة، سيكون التعامل معهم صعبا جدا، وبالتالي تكون المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة. لكن معلمين آخرين وغالبيتهم من النساء، يعتبرون تدريس تلاميذ السنة الأولى فيه من المتعة ما يجعل حصص التدريس تمرُّ مُسلية أكثر منها جدية. لكن كثيراً من معلمي هذا الطور لا ينتبهون لسلوكاتهم، فتكون تصرفاتهم عفوية وغير مدروسة، وهم لا يعلمون بأن عقل الطفل في هذه المرحلة يسجّل كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة تقع عليها عيناه وتسمعها أذناه.
وفي هذا السياق تستقبل الأمهات الكثير من القصص التي يحملها لهم أطفالهم الصغار بعد عودتهم من المدرسة، وكلها تدور حول تصرفات معلميهم. ومنهن (نبيلة) أستاذة بثانوية بالعاصمة وأم لطفل التحق مؤخرا بمقاعد الدراسة، تقول الوالدة "ابني كل يوم يروي لي ما تقوم به معلمته، إلى درجة أنه مرة أخبرني أن معلمته وقبل أن يدق جرس الخروج بقليل، تُخرج دائما محفظة ماكياجها وتضعها فوق المكتب، وتشرع في تزيين وجهها "وسألها ابنها ببراءة "هل تذهب آنستي إلى العرس كل يوم؟ "
وتلميذة أخبرت والدها، أنها دائما تجد معلمتها، بعد الخروج مساء من الدراسة واقفة مع شاب قرب باب المدرسة. والدها تضايق جدا من هذا الكلام، الأمر الذي جعل زوجته تقصد المعلمة وأخبرتها مازحة بما تقوله ابنتها. المعلمة الشابة استغربت من انتباه فتاة في السادسة فقط من عمرها لهذه الأمور، وأكدت أنها فعلا تلتقي خطيبها وهو معلم بمدرسة مجاورة ليوصلها إلى المنزل.
لكن الخطير، أن إحدى المعلمات الشابات في ابتدائية بالعاصمة، وعندما لا يتوقف تلاميذها عن المشاغبة، تقوم بسبهم بكلام بذيء جدا، وهو الكلام الذي ردده الطفل (وائل) على أسماع عائلته، أثناء التفافهم حول مائدة العشاء.
منقول من جريدة الشروق