كان يكفي تنظيم مسابقة وطنية للإلتحاق بقطاع التربية في الجزائر يشارك فيها مليون مترشح حتى تخرج عيوب نظام النقل في الجزائر إلى العيان في أبشع صورها.
قطاع النقل في الجزائر الذي يعرف تخلفا كبيرا منذ سنوات لعدة أسباب لا يسع المجال لذكرها، استثمرت فيه السلطات عشرات الملايير من الدولارات بغية الرقي به ولو قليلا لكنه بقي عاجزا تلبية طموحات المواطنين في التنقل في وسائل نقل تريحه من عناء الانتظار لمدة طويلة، قطاع النقل العاجز هذا وقف شبه مشلول أمام مترشحي مسابقة توظيف الأساتذة فلا الطرقات وسعت للسيارات المتنقلة من وإلى مراكز الإمتحانات ولا وسائل النقل العمومية تمكنت من نقل المترشحين في الوقت المحدد، ناهيك عن الزحمة الشديدة على وسائل النقل التي حدثت بسبب زيادة أعداد المسافرين اليوم السبت ما تسبب أيضا في تأخر الموظفين بالإلتحاق بأماكن عملهم، رغم أن التدفق الإضافي للمسافرين كان شيئ متوقع من قبل وكان في الإمكان التخطيط له بشكل مسبق، لكن في بلد لا يعرف ما معنى التخطيط لمثل هذه الأشياء لا يمكن أن تتوقع شيئا رائعا مثل هذا.
العجيب في وسائل النقل في الجزائر أن أعداد المسافرين بها لا يصل حتى لأعداد المسافرين التي تدخل وتخرج من مدينة واحدة في بعض الدول المتقدمة، لكن في تلك الدول لا تسمع بمشاكل تنقل الأفراد لأن كل تفصيل يخص قطاع النقل مخطط له بدقة من قبل الخبراء، والمخطط مطبق بدقة على الميدان ولا يبقى مجرد حبر على ورق لدر الرماد على العيون.
تأثير أزمة النقل كان جليا على المترشحين خاصة في الإمتحان الأخير المخصص لتكنلوجيات الإعلام والإتصال الذي جرى بين الساعة الخامسة والسابعة مساء حيث سارع المترشحين الذي يقطنون في مدن أخرى غير المدن التي أجرو الإمتحانات بها للخروج من القاعات قبل مرور حتى ربع ساعة من بداية الإمتحان خوفا من عدم اللحاق بحافلة تعيدهم إلى منازلهم، لكن قبل وصولهم لمحطة الحافلات وجب عليهم تجاوز الأزمة المرورية الخانقة التي تعرفها المدن والتي زادت حدتها بشكل كبير بسبب بضعة آلاف أو عشرات الآلاف كمسافرين إضافيين من المترشحين لمسابقة الأساتذة في كل مدينة.