تمكّن الميكانيكي «محمد عزّاز» ابن بلدية وادي الماء بولاية باتنة، من صنع أول طائرة هيليكوبتر تعمل بالبنزين، بإمكانيات بسيطة ووسائل محلية 100 من المئة، مما حوّله إلى شخصية مشهورة ليس فقط في بلدية وادي الماء أو دائرة مروانة، بل عبر كامل بلديات ولاية باتنة. ومن أجل معرفة قصة هذا الميكانيكي، انتقلنا إلى مقر إقامته بمدينة وادي الماء، أين وجدناه منهمكا في عمله كمصلح لأعطاب مختلف أنواع المركبات، وبعد تحفظ لم يدم طويلا أمام قدرة صديق طفولته الفنان «عيسى براهيمي» على إقناعه بحتمية كشف إنجازه إعلاميا، طلب منا محمد اللحاق به إلى الجهة الخلفية لمحل العمل، أين شرع مباشرة في إزاحة الستار على طوافة تبدو في شكلها العام أنها طائرة مكتملة الإنجاز من المروحة الرئيسية إلى مروحة الذيل، مرورا بعمود نقل الحركة والمحرك وألواح الهبوط وقمرة القيادة، وخزان الوقود الذي اختار الميكانيكي محمد أن يكون بنزينا، وبذلك قد تكون هذه النفاثة الأولى من نوعها من حيث وقود تشغيل محركها وهو البنزين، وقال مصمم هذه النفاثة إن فكرة إنجاز طائرة راودته منذ سنة 1973، لكنه لم يبدأ في مرحلة التجسيد إلا في شهر جوان من العام 2011، مستفيدا من شبكة الأنترنت التي تعرف من خلالها على مصمم الطائرات الروسي «إيغور إيفانوفيتش سيكورسكي» الذي يعود له الفضل في التعرف على كل أجزاء الطائرة المروحية، ومن ثمة بدأ في جمع ما يلزمه من هياكل المركبات والآلات المتلفة، وأكد محمد أن طائرته وباستثناء المحرك، فهي من صنع محلي 100 من المئة، وحتى البراغي صنعها بيديه في ورشة وفّر فيها كل الآلات والتجهيزات والوسائل اللازمة، وبعد 5 سنوات من العمل المضني، تحقق الإنجاز.