القراءة من المصدر
كشفت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ من خلال إحصائيات أولية أن قرابة 50 بالمائة من المتمدرسين لم يتمكنوا من الحصول على المعدل في نتائج الفصل الثاني، وهم عرضة للهروب من المنزل أو القيام بمحاولات انتحار للإفلات من عقوبة أولياء أمورهم وهو السيناريو الذي بات يتكرر نهاية كل فصل دراسي
وقال بن زينة علي بأن الفصل الثاني دوما يشكل ضغطا مضاعفا على التلاميذ والأولياء، حيث يطالبون أبنائهم بتحسين نتائج الفصل السابق وهم يعدونهم بذلك، وهو ما يثير مخاوفهم وقلقهم من عاقبة النتائج الضعيفة التي تحصلوا عليها، وقد تجعلهم عرضة للعقاب، فبعض التلاميذ يتغيّبون باستمرار وآخرون يعانون من مشاكل في الأقسام ومع الأساتذة ويخفونها على أولياء أمورهم بينما تجتهد فئة أخرى لتحصيل درجات أفضل ولكنها تفشل في ذلك، مما يدفعهم للهروب من المنزل والتوجه لولايات أخرى أو الانتحار والموت أو حتى القيام بمحاولات انتحارية تمثيلية كي يكسبوا ود وتعاطف أهلهم.
واعترف بن زينة بعدم تمكن 47 بالمائة من تلاميذ المؤسسات التعليمية بمختلف أطوارها من التحصل على معدل 10 في الفصل الدراسي الجاري، ستشجعهم على انتهاج واحد من الأساليب السابقة بالإضافة لبعض الخدع والأساليب الاحتيالية المنتشرة بين التلاميذ منها تزوير الكشوف، حيث قام تلميذ العام الماضي، يدرس في الطور المتوسط تحصل على معدل 7 بأخذ كشف زميله الحاصل على معدل 14، بقص الجزء العلوي الذي يحمل بيانات ومعلومات صديقه ثم ألصق عليه الجزء العلوي المأخوذ من كشفه وعليه بياناته ومعلوماته الشخصية ونسخ الكشف المفبرك ليحصل على كشف جديد، وسلم والده النسخة المزورة ولكن حيلته لم تستمر طويلا ليكتشفها والده.
ودعا رئيس المنظمة الأولياء لتفهم أبنائهم وعدم تعنيفهم وعقابهم وإبعادهم عن الضغوطات التي تسبق النتائج، فحتى ولو لم يتمكنوا من النجاح في الدراسة بوسعهم النجاح في التكوين المهني، مطالبا وزارة التربية بالمشاركة في العملية التوعوية للتقليل من حالات الفرار والمساهمة في تحضير التلاميذ وعائلاتهم لتقبل النتائج دون تسجيل حوادث أو كوارث، وحمّل بن زينة القطاع الذي يعيش في فوضى من خلال التعليمات الاستعجالية الارتجالية في زيادة تراجع مستوى التلاميذ وتدهور نتائجهم.
هذا وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت عدة منشورات ترهيبية على سبيل الدعابة تتوعد فيها التلاميذ بالعقوبات على شاكلة اقتربت ساعة الحساب ...وغيرها من العبارات التي تزيد من رعب ومخاوف المراهقين، مما جعل بعض المختصين يحملونها شطرا من المسؤولية في نشر الخوف وهروب التلاميذ من المنازل ودفعهم للانتحار.