توحدت نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ بخصوص التعليمة الوزارية الأخيرة القاضية بالطرد النهائي لكل أستاذ يثبت ضربه لتلاميذه، حيث أعرب الجميع عن رفضه لمقايضة الأستاذ وتشويه صورته ووضعه في قفص الاتهام، سيما وأن الأمر لا يرقى حسبهم إلى الظاهرة ولا يعدو كونه حالات معزولة، معتبرين أنّ قرارات بن غبريط ارتجالية وغير مؤسسة.
اعتبر بوجناح عبد الكريم رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية أن التعليمة الوزارية القاضية بالطرد النهائي لكل أستاذ يضرب تلاميذه تكريسا للعنف وليس محاربة له، مؤكدا أن ضرب الأستاذ لتلميذه لا يعدو كونه ضربا تأديبيا كما يضرب الوالد ولده.
واستغرب بوجناج كيف لوزارة التربية أن تشرّع وتسنّ القوانين على هواها، متسائلا في هذه الحالة عن دور المجالس التشريعية على غرار البرلمان، مدرجا الأمر في خانة القرارات التعسفية والارتجالية التي لا تخدم التلميذ ولا الأستاذ ولا المجتمع.
وأضاف ممثل عمال التربية أن المجلس التأديبي هو المخوّل بالفصل في مصير الأساتذة بناء على شكوى يتقدّم بها ولي التلميذ وشهادة طبية تثبت العجز فعلا.
أمّا روينة زبير عضو المكتب الوطني لمجلس ثانويات العاصمة "الكلا" فقال، في حديثه للشروق، إنه من الخطأ جدا أن تتحدث المسؤولة الأولى عن قطاع التربية عن ضرب التلاميذ وكأن الأمر تحوّل إلى ظاهرة مذكرا بأن حالات معزولة فقط تسجّل على مستوى الوطن وهي لا ترقى إلى أن تحظى بكل هذا التسويقالإعلامي وتوجيه تعليمات لمديري التربية.
وتساءل روينة عن خلفية القرار وتصويره وكأنّه ظاهرة مستفحلة في الوسط التربوي فالضرب، يستطرد محدثنا، ليس طريقتنا والأستاذ يعي جيدا الطرق العقابية القانونية خارج دائرة الضرب بما يجعله يتحمّل مسؤولية أفعاله وأخطائه وتصوير الأمور بهذا الشكل تشويه لصورة الأستاذ.
وفي السياق أكد علي بن زينة رئيس منظمة أولياء التلاميذ أن قرار الطرد النهائي للأستاذ سيعمّق الجرح ويخلق عديد المشاكل وسيفتح الباب لتصفية عديد الحسابات بين التلاميذ وأوليائهم والأساتذة، كما أنّه سيفقد الثقة بين التلميذ وأستاذه، فالقوانين الردعية لا تحل مشكل العنف المدرسي ولا تقدّم أي نتيجة.
وأضاف المتحدث أن هيئته تقدّمت باقتراح لوزارة التربية منذ نحو عام تقريبا مرفوقا باقتراحات ثانوية يخص تشكيل خلية على مستوى المؤسسات التعليمية مكوّنة من عقلاء الأساتذة وكذا الأولياء بالإضافة إلى بعض التلاميذ المشاغبين أو كثيري الحركة الذين سيقومون بحملات تحسيسية في أوساط زملائهم لحثهم على السلوك الأمثل، على اعتبار أن الطفل يستمع لنصيحة زميله أكثر من غيره.
وبدورهم يقوم الأولياء حسب بن زينة بتنظيم حملات تحسيسية مع الأئمة وأعوان الأمن في محيط المدرسة نظرا لأثر هذا الأخير على التلميذ وتربيته.
للتذكير، فإن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، مباشرة عقب إعلانها الرسمي عن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف في الوسط المدرسي في يوم إعلامي، وجهت مراسلة إلى مديريات التربية للولايات تحثهم فيها على ضرورة تحيين المناشير الوزارية السابقة حول العنف، كما ألزمتهم بتكليف مفتشي الإدارة بالنزول للميدان للتحقيق في تورط أساتذة في ضرب التلاميذ، وإذا أثبتت الوقائع فإن إجراءات عقابية رادعة ستطبق في حق المعتدين تصل إلى حد الطرد النهائي من مهنة التدريس لكي يكون عبرة لمن تسوّل له نفسه ممارسة العقاب البدني ضد التلاميذ.
القراءة من المصدر0