توقفت بشكل كامل الحياة، الأحد، الافتراضية التي يعيشها مئات الآلاف من الجزائريين والجزائريات بشكل كامل، ضمن حالة الطوارئ المعلنة بسبب امتحان البكالوريا الجزئي، مما فجّر غضب المدمنين على الفايسبوك، الذين صاروا يُصبحون عليه ويبيتون عليه، ويمارسونه قبل صلاتهم وفطور صباحهم، وممارستهم للرياضة وأحيانا يمارسونه لوحده، ويضيعون بقية الواجبات الحياتية والدينية.
كما أكد الأستاذ رؤوف بوقفة باعث خلية مكافحة الإدمان على الفايس بوك في الجزائر، بأن هذه الأزمات البريدية هي التي تكشف بأن في الجزائر فعلا مدمنين ومدمنات على الفايس بوك وجب معالجتهم، حيث ظهرت أمس أعراض الإدمان من خلال قلق الكثير من الشباب ولهثهم في كل مكان، بحثا عن الأماكن التي لم ينقطع فيها الأنترنت، وكأنهم يبحثون عن جرعات تردّ لهم الحياة التي افتقدوها أو تغرقهم في العالم الذي لا يمكنهم العيش من دونه، وهاجم الشباب والكهول مراكز البريد في مختلف أنحاء الوطن نهار أمس، مطالبين بعودة الأنترنت وفاقت طوابيرهم طول طوابير المرتبات الشهرية.
وهدد بعض "المتضررين" بمقاضاة المصالح المعنية على خلفية الانقطاع الذي عرفته الجزائر أمس أو على الأقل نقص التدفق الذي جعل من عمل المؤسسات معقدا فما بالك بالإبحار في عالم الفايسبوك ووجدت المصلحة التقنية لاتصالات الجزائر في قسنطينة الواقعة بالمنطقة الصناعية، صعوبة في إفهام المتصلين بها بأن الأمر دون صلاحياتهم، وامتصت على حد تعبير إحدى الموظفات مصالح البريد الكثير من غضب المواطنين الذي بلغ حد الشتائم والعنف اللفظي، وفي المقابل حاول رواد الفايسبوك التظاهر بتحويل الموضوع إلى نكت فيما بينهم، وجعل بطلة الحدث الكبير نورية بن غبريط، وكان واضحا بأن التاسع عشر من شهر جوان سيبقى خالدا في ذاكرة رواد الفايسبوك الذين اعتبروا يومهم ممسوحا من حياتهم أو يوم نكبة وحزن، لأنهم لم يعيشوا فيه عالمهم الافتراضي الذي أخرجهم من العالم الحقيقي، وبينما حاول الكثير من "المدنين" التظاهر بكون الأمر سيّان بالنسبة لهم ولم يزلزل برنامجهم المعنوي اليومي، ومنهم من اعتبر نفسه في راحة من مشقة الفايسبوك التي يعيشها منذ سنوات إلا أن غياب الانترنت كان الحدث الاجتماعي الأبرز أمس وكان أهمّ من البكالوريا نفسها، حتى بالنسبة لطلبة البكالوريا الذين لم يستحسنوا الانقطاع، وكانوا يمنّون أنفسهم الراحة بالفايسبوك بين الفترة الصباحية والمسائية.