مفهوم التخطيط للتدريس:
التخطيط بصفة عامة أسلوب علمى تتخذ بمقتضاه التدابير العملية لتحقيق أهداف معينة مستقبلية والتخطيط يعد من أهم العمليات فى عملية التدريس ، والذى يقوم به المدرس قبل مواجهة تلاميذه فى الفصل ، حيث يقوم بصياغة مخطط عمل لتنفيذ التدريس ، سواء أكان طوال السنة أو لنصف السنة أم لشهر أو ليوم ، وترجع أهمية التخطيط للدرس على أن هذا التخطيط المسبق للدرس أو المقرر الدراسى ، ينعكس بصورة مباشرة أو غير مباشرة على سلوك المدرس فى الفصل أو أمام تلاميذه فشتان ما بين أستاذ يدخل الفصل دون أدنى تخطيط أو تحضير للدرس ، وأستاذ أعد وحضر الدرس ، فنجد الأول يتخبط بين الأفكار ، وبالتالى يشوش على فكر مستقبليه ، وهم التلاميذ ، أما الثانى فنجد أنه يلقى درسه بكل سلاسة ، ويربط بين الأفكار نتيجة التخطيط المسبق الذى قام به ، ومن ثم تجد طلابه مدركين لما يقول فى الغالب .
ومن الخطأ الكبير جداً أن يعتمد المعلم على حفظه للدرس وتمكنه منه فيتكاسل فى تحضير دروسه ، فكل درس مهما يكن بسيطاً فإنه يتطلب من المدرس رسم خطة لتدريسه ، وإعداد مادته وتعيين حدوده .
خصائص التخطيط الفعال :
قد يقوم معلم بإعداد خطة غير قابلة للتنفيذ برغم جودتها نظرياً ، وقد يقوم آخر بعكس ذلك ، ومن أجل ضبط هذه الاحتمالات على المعلم أن يرسم خطته بخصائص أساسية بحيث تكون :
1 – مكتوبة :
على المعلم أن يعتمد على خطط مفصلة ، حيث أنه لا يستطيع أن يتحكم فى الأفكار التى تطرأ على ذهنه ، وذلك ضماناً لعدم الشرود أثناء التدريس .
2 – موقوتة :
يجب أن يراعى المعلم فى خطة الدرس عنصر الزمن ، بمعنى أن خطة الدرس يجب أن تعطى أنشطة أو مواد كافية لتغطية كل زمن الحصة ، كذلك أن يكتب فى خطة الدرس الزمن اللازم لكل نشاط أو إجراء وذلك لتحقيق الضبط والفعالية فى التدريس .
3 – مرنة :
يجب أن تتسم خطة الدرسة بالمرونة ، وكذلك يجب أن تراعى الخطة الظروف التى قد تحدث فى أثناء التدريس ، وتحول دون إكمالها مثل اجتماع طارئ لمجلس المدرسة .
4 – مستمرة :
عملية التخطيط يجب أن تكون مستمرة ، حيث أشرنا إلى وجوب اعتماد المعلم الخبير على التخطيط المفصل ، مثله فى ذلك مثل المعلم المبتدئ ، لتحقيق المرونة ، ومواكبة التغيير ، وعدم التضحية بفعالية التدريس ، وبالتالى استمرارية عملية التخطيط .
أهمية تخطيط التدريس :
يمكن أن نلخص أهمية تخطيط التدريس فى النقاط التالية :
1 – يشعر المعلم كما يشعر غيره من العاملين فى المهن الاخرى أن التدريس عملية لها متخصصوها ويلغى الفكرة التى سادت عن التدريس زمن طويل بأن التدريس مهنة من لا منهة له .
2 – يستبعد سمات الارتجالية والعشوائية التى تحيط بمهام المعلم ، ويحول عمل المعلم إلى نسق من الخطوات المنظمة المترابطة المصممة لتحقيق أهداف جزئية ضمن إطار أشمل لأهداف التعليم .
3 – يجنب المعلم الكثير من المواقف الطارئة المحرجة ، التى ترجع إلى الدخول فى التدريس اليومى دون وضع تصور واضح له .
4 – يؤدى إلى نمو خبرات المعلم العملية والمهنية بصفة دورية ومستمرة ، وذلك لمروره بخبرات متنوعة فى أثناء القيام بتخطيط الدروس .
5 – يؤدى على وضوح الرؤية أمام المعلم ، إذ يساعد على تحديد دقيق لخبرات التلاميذ السابقة وأهداف التعليم الحالية .
6 – يساعد المعلم على اكتشاف عيوب المنهج المدرسى ، سواء ما يتعلق بالأهداف أو المحتوى ، أو طرق التدريس ، أو أساليب التقويم ، ومن ثم يمكنه عن طريق تقديم المقترحات الخاصة بذلك للسلطات المعنية .
7 – يتيح التحضير والإعداد للمعلم فرصة الاستزادة من المادة والتثبت منها ، وتحرى وجوه الصواب فيها عن طريق رجوعه إلى المصادر المختلفة لتوضيح النقاط الغامضة فى الدرس .
8 – يعطى المعلم فرصة تحقيق بعض المعلومات ، سواء منها ما ورد فى الدرس أو اكتسبه المعلم من السماع دون دراسة أو بحث .
9 – يساعد المعلم على التمكن من المادة ، وتحديد مقدار المادة الذى يناسب الزمن المخصص .
10 – التخطيط والتحضير يساعدان المعلم على تنظيم أفكاره وترتيب مادته وإجادة تنظيمها بأسلوب طبيعى ملائم .
11 – يكشف التخطيط والتحضير للمعلم عما يحتاج إليه من وسائل تعليمية تثير تشوق التلاميذ إليها ، وتوضح الدرس وتحمل على المشاركة الإيجابية فيه .
12 – يعد التحضير سجلاً لنشاط التعليم ، سواء أكان ذلك من جانب المعلم أم التلميذ ، وهذا السجل يفيد المعلم ، إذ يمكنه من الرجوع إليه إذا نسى شيئاً فى أثناء سير الدرس ، كما يمكن أن يذكره فيما بعد بالنقاط التى تمت تغطيتها أو دراستها فى الموضوع .
13 – يعد التحضير وسيلة يستعين بها الموجه الفنى ، أو مشرف المادة او التربية العملية فى متابعة الدرس وتقويمه .
14 – ييسر التحضير على المعلم عملية المراجعة والتعديل والتنقيح إذا وجد ضرورة لذلك .
الافتراضات التى استدعت الحاجة إلى تخطيط التدريس :
يستند التخطيط إلى عدد من الافتراضات الأساسية المستمدة من بحوث التدريس ومن أهمها ما يلى :
1 – يحتاج المعلمون المبتدئون إلى إعداد خطط درس مكتوبة ومفصلة .
2 – تحتاج بعض مجالات المعرفة والموضوعات إلى خطط أكثر تفصيلاً من غيرها من الدروس أو المجالات .
3 – يقوم بعض المعلمين من ذوى الخبرة بتعريف الأهداف والمرامى بشكل واضح فى أذهانهم بالرغم من عدم كتابتها ضمن خطط الدرس .
4 – العمق المعرفى للمعلم حول المادة أو الموضوع يؤثر على كمية التخطيط الضرورية للدرس .
5 – مهارة المعلم فى وصل حبل أفكاره أثناء مواقف الارتباك سيؤثر على كمية التفاصيل اللازمة عند تخطيط الانشطة .
6 – من الأفضل انظر : المعجم الفلسفى ، د . جميل صليبا ، ج1 ، تكون الخطة محبوكة بعناية عند كتابتها .
7 – لا يوجد نمط معين أو نسخة يحتاجها كل المعلمين للاهتداء بها عند كتابة الخطط ، وبعض القائمين على برامج غعداد المعلمين وافقوا على صور معينة لخطة الدرس لطلابهم المعلمين .
8 – يمتلك كل المعلمين الفعاليين نمطاً مخططاً للتعليم لكل درس ، سواء أكان هذا مكتوباً أم لا .
مستويات تخطيط التدريس :
يأخذ التخطيط للتدريس مستويات مختلفة ، فإذا كان المعلم يعلم فى صف من الصفوف الابتدائية الأولى ، فهو يخطط ليوم تدريس واحد باعتباره معلم صف ، أما إذا كان المعلم يعلم مبحثاً دراسياً محدداً ، فهو يخطط لحصص تدريسية محددة.
وفى التدريس لا بد للمدرسين من تخطيط التدريس ، بحيث يضعون خططاً للمقررات وتسلسلها ومحتوياتها ، وللوحدات التى يجب تدريسها ، وللأنشطة التى يجب استخدامها ، وللاختبارات التى يجب اعطاؤها ، ولا ينكر إلا القليل من المدرسين أهمية التخطيط وضرورته ، لكن المدرسين يختلفون فى مدى التخطيط وطبيعته ، والحقيقة أن المتخصصين فى طرائق التدريس يختلفون هم أيضاً حول مدى التخطيط الضرورى ، فبعضهم يشعر أن تخطيط الوحدات يغنى تقريباً عن تخطيط الدروس ، فى حين يؤكد البعض الآخر أهمية تخطيط الدروس ، ويقلل من أهمية تخطيط الوحدة الوحدات الدراسية .
ويختلف التخطيط باختلاف الفترة الزمنية التى يتم فى ضوئها تنفيذ الخطة فهناك تخطيط على مستوى حصة دراسية وتخطيط لشهر دراسى ، أو لسنة دراسية ، ويمكن القول أن هناك مستويين من التخطيط هما :
ـ التخطيط بعيد المدى : مثل الخطط السنوية والفصلية .
ـ التخطيط قصير المدى : مثل التخطيط لحصة دراسية أو لاسبوع ، أو لوحدة دراسية
ويمكن عرض هذين النوعين من التخطيط كما يلى :
1 - التخطيط بعيد المدى :
يطلب من المعلم إعداد خطة سنوية يوضح فيها خطة سير العملية التعليمية على مدار العام الدراسى لتنظيم عمله فى تنفيذ أهداف العلمية التعليمية فى مناهج المباحث المطلوب منه تعليمها ، وهكذا فالخطة السنوية بمثابة الدليل الذى يقود عمل المعلم ، حيث يتضمن هذا الدليل الأهداف ، والخبرات ، والأساليب ، والاجراءات التعليمية ، والفترة الزمنية ، وأولويات العمل ، فهى تحدد للمعلم معالم الطريق الذى سوف يسلكه على مدى العام الدراسى .
2 – التخطيط قصير المدى :
وهو التخطيط الذى يتم خلال فترة وجيزة كالتخطيط الأسبوعى ، أو التخطيط اليومى الذى يتم من أجل درس واحد أو درسين .
ويفضل عادة القيام بتخطيط عام لكل أسبوع فى الأسبوع السابق له مباشرة ، وذلك لتجهيز مستلزمات التدريس ، إذ يساعد هذا التخطيط المعلم عند وضعه لخطة الدرس اليومية .
التخطيط اليومى للدرس :
يعدد تخطيط الدروس من اهم واجبات المعلم وخاصة المعلم المبتدئ فهو يعده مقدماً عقلياً وانفعالياً لما يوق يقوم به المعلم فى الفصل .
فالمادة التى سيقوم بتدريسها والأسئلة التى سوف يثيرها التلاميذ والمشكلات التى يحتمل أن تقابله وكيفية التغلب عليها ، كل هذه أمور يتصورها فى مخيلته وهو يخطط دروسه اليومية ، وقدر كبير من مقدار نجاح المعلم فى وضع خطط دروسه يتوقف على مدى تخيله لما سوف يكون عليه الموقف فى الفصل .
وعلى هذا فليس المقصود بالدرس كتابة المادة التى سيقوم بتدريسها أو النقاط التى سيحاول شرحها ، بل إنه أكثر شمولاً من هذا ، وإن كانت عملية الكتابة ( فيما يسمى بكراسة التحضير ) تعد فى حد ذاتها جزءاً فى التفكير .
وعلى ذلك فإن خطة الدرس اليومية تتسم بالخصائص التالية :
1 – ضمان إجراء الاجراءات العادية بطريقة ناجحة فى حجرة الدراسة .
2 – وضع الخطوط العريضة للنشاطات اليومية .
3 – ضمان توافر المواد الضرورية .
4 – تحديد الزمن اللازم لكل نشاط من النشاطات .
وجدير بالذكر أنه عند تعدد الفصول التى سيقوم المعلم بالتدريس بها ينصح بأن توضع خطة أساسية لتدريس الموضوع ، ثم تدخل عليها التعديلات المناسبة لكل فصل من هذه الفصول ،وذلك وفقاً لمستوى التلاميذ فيه .