اكبر تجمع للاساتذة الجزائريين  اكبر تجمع للاساتذة الجزائريين

recent

آخر الأخبار

recent
تربويات
جاري التحميل ...
تربويات

أنماط الإدارة الصفية


أنماط الإدارة الصفية:
عند دراسة أنماط الإدارة الصفية ، يركز على شخصية المعلم ومستواه الأكاديمي والمسلكي وخبرته وتجاربه بجانب خلفيته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وأثر ذلك على تصوره المسبق عن التعليم كمهنة وعن الطلاب كمحور العملية التعليمية التعلمية ، ومجمل ذلك قد يحدد نمط إدارة المعلم لصفه في ذلك والمعلمون يختلفون فيما بينهم ، وهذا الاختلاف قد يولد أنماطاً مختلفة للإدارة الصفية.
وقد صنفت أنماط الإدارة الصفية إلى أربعة أنماط ، ولا يعني هذا وجود حدود فاصلة بين هذه التقسيمات لأنه ليس من السهل تصنيف المعلمين في أنماط إدارية محددة ، فقد تتداخل هذه الأنواع وقد يجمع معلم بين أكثر من نمط ولكن مع هذا يغلب عليه نمط معين يصنف على أساسه . 



أولاً : النمط التقليدي:
مما لاشك فيه أم كلاً من المعلم والمتعلم نتاج مجتمع واحد . ولطبيعة التنشئة الاجتماعية التي تعرض ويتعرض لها كلاهما ، وأنماط التفاعل الإنساني السائدة في ذلك المجتمع تكوّن أشكال التفاعل الإنساني الصفي بينهما.
فالفرد ينشأ في المجتمع ويتعلم عن طريق التفاعل الاجتماعي ، ويتمثل ويكتسب المعايير الاجتماعية التي تحدد هذه الأدوار وعليه أن يسلك بطريقة اجتماعية توافق عليها الجماعة ويرتضيها المجتمع . وحيث أننا بصدد إدارة الصفوف في بيئة عربية سادتها ظروف وسمات التقليدية ، فلا غرابة أن نجد تسرب تلك السمات إلى الغرفة الصفية فتحكم علاقة المعلم بطلابه . والنمط التقليدي الذي نحن بصدده يؤكد على مفهوم احترام الصغير للكبير وطاعته طاعة عمياء ، والاعتماد عليه في كل كبيرة وصغيرة والولاء الشخصي له بشكل مطلق ، فالطالب هو الصغير والمعلم هو الكبير ، فعندما ينتقل الطفل إلى المدرسة ينقل معه عادات وتقاليد وقيم المجتمع الذي نشأ فيه بصفته صغيراً ، وعليه الطاعة والولاء للمعلم بصفته كبيراً.
ومن أهم ما تتميز به إجراءات المعلم التقليدي داخل غرفة الصف ما يلي :
  • ينظر إلى الطلاب على أنهم صغار لا يتحملون المسؤولية ويجب مراقبتهم باستمرار وإجبارهم على تنفيذ أوامره وطاعته طاعة عمياء.
  • عدم السماح للطلاب باتخاذ أي قرار بشكل فردي وعليهم الرجوع إليه في كل كبيرة وصغيرة.
  • يركز على الإنتاج داخل غرفة الصف ولا قيمة لمشاعر الطلاب واحساساتهم.
  • السلطة حق له اكتسبها بحكم مركزه الوظيفي.
  • يهتم بالعقاب لكل مخطئ خاصة العقاب البدني.
  • يقاوم أي تغيير ، وتكون المقاومة التقليدية للتغيير عاملاً هاماً في تعزيز سلطة المعلم وتدعيم نفوذه.
  • يحرص على اتباع الطرق التقليدية في التدريس ، لأن الطرق الحديثة تعني أعباء إضافية عليه.
ومن الآثار السلبية لهذا النمط من الإدارة ذوبان شخصية المتعلم أمام المعلم وتأكيد مفاهيم التبعية وعدم القدرة على اتخاذ القرار بشكل مستقل ناهيك عن الجوانب السلبية التي تنعكس على شخصيته.

ثانياً : النمط التسلطي:
في هذا النمط نرى المعلم مسيطراً على كل شيء ، فهو الذي يحدد السياسة ويقرر ما يجب عمله ومتى وكيف وأين يتم تنفيذه ، فالمتعلم مخلوق سلبي ينبغي أن يحدد له المجال الذي يتحرك فيه تحديداً دقيقاً وأن يعد له ما هو مناسب لطبيعته وقدراته المحدودة . كما أنه قليل في ثنائه مفرط في نقده لأفراد صفه. والصف الذي يدار بشكل تسلطي تسوده علاقات اجتماعية متوترة ، نرى أفراد الصف في شجار مستمر ، وتكثر الوشاية فيما بينهم ، ويتبين من ذلك أن البيئة التي يقوم فيها التفاعل بين المعلم وطلابه تكون بيئة قسوة وإرهاب واستغلال يسيء للمركز الوظيفي.
وفيما يلي أبرز الممارسات السلوكية التي يتميز بها المعلم التسلطي:
  • يستبد برأيه وعدم السماح للطلاب بالتعبير عن آرائهم.
  • يفرض على الطلاب ما يجب أن يفعلوه وكيف ومتى وأين يفعلونه.
  • يتوقع من الطلاب الطاعة المطلقة والتنفيذ الفوري لكل أوامره.
  • يستخدم أساليب القسوة والإرهاب والتخويف.
  • يمنح طلابه القليل من الثناء لاعتقاده بأن ذلك يفسدهم.
  • ينعزل عن طلابه ولا يحاول التعرف إليهم وكذلك تعرف مشكلاتهم ولا يؤمن بالعلاقات الإنسانية بينه وبينهم .
  • يحرص على جعل طلابه يعتمدون عليه انطلاقاً من عدم ثقته بقدرتهم على فعل الشيء الصحيح إذا ما تركوا لأنفسهم.
  • يصدر أحكاماً على عمل طلابه وذلك انطلاقاً من اعتقاده بأنه أكثر منهم خبرة وحكمة.
  • يستخدم أسلوب النقد السلبي غير البناء ولا يستثير التوجيه الذاتي لطلابه.
  • يفتح قنوات الاتصال باتجاه واحد منه إلى الطلاب أو من أعلى إلى أسفل فقط .
وقد نلاحظ أن لهذا النمط تأثيراً كبيراً على فاعلية التعليم واستجابات المتعلمين ، فيبدو على الطلاب الخشوع والشرود الذهني وعدم الاطمئنان لمعلمهم ، وتدني مستوى العمل والأداء في حالة غياب المعلم ، كما يبدون عدم الرغبة في التعاون ، ويلجأون إلى الغيبة والوشاية ، وبالنهاية فلهذا النمط من إدارة الصفوف تأثير بالغ على المتعلمين فهو يضطرهم إلى كبت رغباتهم ومشاعرهم وميولهم مما يؤدي إلى نفورهم من المدرسة وبالتالي تسربهم منها بالإضافة إلى تعقيدات أخرى كتدهور صحتهم العقلية والنفسية.
ثالثاً : النمط السائب ( الفوضوي):
  • يقوم المعلم في هذا النمط بالاعتماد كلياً على الطلاب ، فهم الذين يقومون بالنشاط ويمارسونه بدون توجيه ، كما أن المعلم في هذا النمط لا يعطي بالاً واهتماماً جاداً بما يجري في غرفة الصف ، إذ أنه سلبي الدور ، يترك الحرية كاملة للطلاب. 
  •  كما أنه يقدم العون للطلاب متى طلب منه ذلك ، ويقوم بأدنى قدر من المبادرات أو الاقتراحات. 
  •  ويحافظ على علاقات صداقة مع الطلاب بدون حدود ومعايير سلوكية ضابطة. 
أثر النمط الفوضوي على الطلبة
  • قلة الإنتاج التعليمي للطالب بحضور المعلم . 
  • هدر الوقت في الأسئلة والمعلومات ، وعدم استغلاله بطريقة مناسبة. 
  • عدم اكتساب الطلاب للاتجاهات المرغوبة كضبط النفس وتحمل المسئولية . 
  •  لامبالاة الطالب في المواقف التعليمية ، وعدم الجدية في التفاعل الصفي . 
  •  شعور الطلاب بالقلق وعدم الثقة بالنفس ؛ لأنهم لا يوجهون نحو الأهداف 
  •  ضعف في قدرة الطلاب على التخطيط للأعمال المطلوبة منهم .
  •  تركيز الطلاب على حفظ المادة الدراسية دون فهم ووعي . 
  •  إهمال الطلاب للواجبات البيتية لعدم محاسبة المعلم لهم . 
  •  عدم صقل شخصية الطالب أو تنمية مواهبه واستغلال قدراته الفعالة .
رابعاً : النمط الديمقراطي:
إن إدارة الصف الديمقراطية هي الإدارة التي تمنح قدراً كبيراً من الاستقلالية والحرية للطلاب في ممارسة الأنشطة الصفية والأنماط السلوكية التي تزيد من فرص تعلمهم وتواصلهم فيما بينهم. كما أنها الإدارة التي تسمح للطلاب باتخاذ القرارات المناسبة واختيار زملائهم الذين يؤدون العمل معهم ، وهي التي تعمل على إشاعة جو من الود والألفة بين المعلم والطلاب بحيث يشعر كل منهم بأهمية الدور الذي يقوم به في بلوغ الهدف المشترك والحصول على أفضل النتائج.
وفيما يلي أبرز ممارسات المعلم الديمقراطية:
  • إتاحة فرص متكافئة بين الطلاب وتشجيعهم على التعاون فيما بينهم.
  • إشراكهم في المناقشة وتبادل الرأي وتدريبهم على احترام الرأي الآخر.
  • يدعم ويتقبل آراء الطلاب.
  • ينسق العمل المشترك بين الجميع.
  • يمتدح الطلاب ويشجعهم.
  • العمل على خلق جو يشعرهم بالطمأنينة اللازمة للقيام بعملهم بفاعلية.
  • يسمح للطلاب بالمشاركة ويقدم لهم التسهيلات ويشركهم في وضع القرارات.
  • يستثير الهمم لبذل أقصى جهد مستطاع في سبيل الإقبال على التعليم والتعلم .
  • دافئ ومفتح وقريب من طلابه.
  • يحترم قيم الطلاب ويقدر مشاعرهم وتطلعاتهم وشخصياتهم ويعمل على إشباع احتياجاتهم ورغباتهم.
  • يتيح الفرصة للطلاب لتقييم أعمالهم تقييماً ذاتياً.
  • يتيح الحرية الفكرية لكل منهم ويثق بهم وبقدراتهم ويرغب في التعامل معهم.
  • لا يشعر الطلاب بالتعالي عليهم بسبب مركزه الوظيفي.
  • يستثير القدرة الإبتكارية عندهم والأصالة في التفكير لديهم.
  • يستثير اهتمامات الطلاب ويوجهها.
ويلاحظ أن لهذا النمط تأثيراً كبيراً في فاعلية عمليتي التعلم والتعليم ، لأن المعلم الديمقراطي يعمل على تلبية حاجات المتعلمين النفسية والاجتماعية والإنسانية ، فهم يعملون في جو من الألفة والمحبة والطمأنينة ، وعلاقتهم مع المعلم ومع بعضهم بعضاً تتسم بقدر وافر من الحرية والتلقائية ، والمعلم في هذا النمط يفتح قنوات الاتصال بينه وبين المتعلمين أنفسهم ، كما أن العمل يسير حتى عند غياب المعلم مما يجعل إنتاج المتعلمين أكثر على المدى البعيد. ومثل هذا النمط الإداري في غرفة الصف ، يؤدي إلى تنمية شخصية المتعلم من جوانبها كافة ويعزز الصحة العقلية لديه ويقويها.

عن الكاتب

اعيش حسام الدين اعيش حسام الدين

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

اكبر تجمع للاساتذة الجزائريين

2016