موازاة مع إطلاقه بداية من الموسم الدراسي المقبل
خبراء يدعون إلى احترام مقاييس إنجاز المدارس لإنجاح الجيل الثاني
اهتمت الدراسات الارغونومية بمقاييس تصميم المدارس في الأطوار التعليمية الثلاثة، التي تعتمدها مختلف المنظمات العالمية المهتمة بشؤون التربية والتعليم وشؤون الأطفال مثل “اليونيسكو” و”اليونيسيف” وحتى المنظمة العالمية للصحة، غير أن هذا الموضوع في البلدان السائرة في طريق النمو لم ينل أهميته اللازمة التي تدفع بالعملية “التعليمية/التعلمية” إلى الجودة والمرامي التي تهدف إليها كل عملية إصلاح، ومنها الانتقال إلى الجيل الثاني من المناهج.
يرى مفتش إدارة الابتدائيات بمستغانم الحامل لماجستير في الارغونوميا، محمد باي، أن المبنى المدرسي عنصر مهم من العناصر المشكلة للعملية التعليمية، وهو الوعاء الذي يحتوي كل العمليات البيداغوجية، وتتم داخله جميع الممارسات التربوية والتعليمية بما يشمله من مكونات انطلاقا من المدخل الرئيسي لأي مؤسسة تربوية، مرورا بقاعات الدراسة وساحاتها ومخابرها المتنوعة وملاعبها وقاعات الرياضة وقاعات الممارسة لمختلف الأنشطة الصفية واللاصفية، بما في ذلك الأجنحة الإدارية والهياكل الأخرى التي تتشكل منها أي مؤسسة تربوية.
وحسب المتحدث، فإن هذه التصميمات يجب أن تتوافق والمرحلة العمرية للتلاميذ في كل طور من الأطوار التعليمية، وهو ما يتطلب تصميمه تصميما جيدا (عمرانيا وارغونوميا)، إضافة إلى مختلف التجهيزات من مقاعد وكراس لا بدّ أن تتناسب وأعمار التلاميذ، بالإضافة إلى السبورات والوسائل التعليمية وتجهيزات المخابر والمكتبات، ناهيك عن طاقة الاستيعاب في حجرات الدراسة وكذا النظافة وشروط السلامة والإمكانات المادية والبشرية في كل مؤسسة تربوية، بما في ذلك المطاعم المدرسية وتجهيزاتها وشروط الأمن والسلامة فيها والجوانب البيئية.
وأكد محمد باي على ضرورة احترام المنشور الوزاري المشترك رقم 495 المؤرخ في 21 نوفمبر 1983 المتعلق بالإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها في مجال حفظ الصحة المدرسية، من نظافة القاعات الدراسية وتوابعها وتنظيف وتهوية الحجرات الدراسية وتوفر الإنارة بشقيها الطبيعي والاصطناعي، بما يضمن سلامة رؤية التلاميذ والتدفئة التي حددها المنشور الوزاري ذاته بـ18 درجة مئوية في فصل الشتاء، وأن تكون المسافة بين المدافئ والتلاميذ هي 01.25 متر، وغيرها من شُروط السّلامة الواجب اتباعها في هذا الإطار. وذكر باي أن المنشور نصّ أيضا على نظافة المطابخ، حيث يجب أن تكون الجُدران مطلية بطبقة متناسبة تمكن من غسلها غسلا منتظما وأن تغسل أرضية المطابخ دوريا، مع الحرص على أن تكون تجهيزات المطعم جيدة من النظافة وحسن الاستعمال. وبخصوص أماكن اللعب ركز المنشور الوِزاري المشترك على ألا تكون الأرضية زلقة، أي أرضية مستقرة خالية من الحفر والنتوءات، مغطاة بالزفت أو غيره مع أفضلية تزيين الساحة بأشجار مغروسة على بعد 6 أمتار على الأقل عن البنايات، حتى يعيش التلاميذ في مؤسسات أو قاعات دراسة جذابة ومريحة. كما يُشترط توفير المغاسل للتلاميذ بحيث اشترط المنشور الوزاري المشترك الذي فيه ثلاث وزارات هي التربية الوطنية والصحة والسكان ووزارة الداخلية حنفيتين لكل قسم، مع ضرورة أن تتوفر كل مؤسسة على عدد كاف من المراحيض.
وأوضح باي أن هذه المواصفات الارغونومية لتصميم المدارس بغرض توفير كل الظروف الفيزيقية من إضاءة وتهوية وتحكم في التأثيرات الجانبية للضوضاء والرطوبة والحرارة، من شأنها ضمان فضاء تربوي ملائم للعملية “التعليمية/التعلمية” بما يضمن جودة التعليم وصناعة النجاح.
الجزائر: مصطفى بسطامي *****الخبر*****