قلصت وزارة التربية الوطنية، في الميزانية الموجهة للتضامن الوطني بنسبة 50 بالمائة، وهو الدعم المالي المخصص للإطعام المدرسي، النقل المدرسي، الصحة المدرسية، مجانية الكتب المدرسية والمساعدات المدرسية، هذا التقليص الذي سيترتب عنه تقليص عدد المستفيدين، وقد ترجمت مختلف المراسيم الجديدة "التقشف" في الميزانية، أبرزها المرسوم المتعلق بتسير المطاعم المدرسية الذي فرض مساهمة رمزية يدفعها الأولياء تمهيدا لخوصصة المطاعم.
وعلمت "الشروق"، من مصادر مطلعة، أن وزارة التربية وبناء على مراسلة جمعت مديريتي "المحاسبة" و"الميزانية" بوزارة المالية، قلصت في الميزانية الإجمالية الموجهة للدعم المدرسي، الذي كان يساهم في رفع الغبن عن فئة المعوزين بمساعدتهم ماديا، وهو ما سيترتب عنه التقليص في شبكة المستفيدين من خدمات "النقل المدرسي"، "الصحة المدرسية"، "الإطعام المدرسي"، مجانية الكتب المدرسية، ومختلف المساعدات المدرسية التي كانت تمنح عادة للمتمدرسين خاصة ما تعلق بالمآزر، النظارات الطبية و الأدوات المدرسية.
وقالت مصادرنا أن معالم "التقشف" بدأت تتضح جليا في المراسيم التنفيذية الجديدة، أبرزها المرسوم التنفيذي الجديد لتسيير المطاعم المدرسية، المعدل والمتتم للمرسوم 70/65 المنظم للمطاعم المدرسية و المرسوم التنفيذي 200/333 المسير للمطاعم المدرسية، الذي فرض في أحد مواده مساهمة رمزية يدفعها الأولياء لاستفادة أبنائهم من خدمة "الإطعام المدرسي" وذلك في إطار التمهيد لخوصصة المطاعم المدرسية البالغ عددها 14 ألف مطعم وطنيا، في انتظار أن يفصل مرسوم جديد في القيمة المالية.
إضافة إلى تنازل الوزارة على تسيير المطاعم لفائدة البلديات حتى لا تواجه الاحتجاجات المرتقبة لمفتشي التغذية المدرسية ومديري المدارس الابتدائية وجمعيات أولياء التلاميذ مع مطلع جانفي المقبل. كما أن التقشف سيمس أيضا الشق المتعلق بمجانية الكتب المدرسية، بحيث تتجه الوصاية نحو إلغاء مجانية الكتب الموجهة لفائدة أبناء القطاع.