الظاهرة جعلت الخبراء يدقون ناقوس الخطر، مُحذرين من تقلص أو ندرة الاختصاصات الرياضية مستقبلا، مُحملين مسؤولية ذلك لأولياء التلاميذ الذين يجبرون أبناءهم المتفوقين في الشعب العلمية، على اختيار تخصص الآداب في الثانويات، بحثا عن نجاح سهل في البكالوريا، كما تتحمل مجالس قبول وتوجيه التلاميذ على مستوى الثانويات الجزء الأكبر من المسؤولية.
وبهذا الصّدد، اعتبر مدير مركز توجيه مدرسي ومهني الباحث في مجال التربية المقارنة، الوردي خناطلة لـ"الشروق"، أن كثيرا من التلاميذ في الجزائر يُوجّهون نحو شعب لا تتوافق مع رغباتهم وميولاتهم الدراسية، أو نحو شُعب لا تتلاءم مع قدراتهم الدراسية، حيث قال "عملية التوجيه، ليست مجرد قرار إداري ظرفي، بل هي مجوعة عوامل تربوية واجتماعية.. فمنهاجنا التربوي وطرق التدريس والتقويم جميعها تتسبب في سوء التوجيه، كما أن كثيرا من مجالس القبول والتوجيه تميز بين التلاميذ، ولا تلتزم بمبدأ الإنصاف بينهم في غياب الضمير المهني"، ومتأسفا كون وزارة التربية تحدد مسبقا عدد التلاميذ بكل الشعب "حتى ولو اقتضى الأمر التضحية ببعض منهم، متجاهلة مصلحة التلميذ".
ويقترح حناظلة، الاستعانة ببرنامج لتربية الميول والاهتمامات في المنهاج التربوي الوطني، للبحث في أسباب تذبذب ميول التلاميذ، مع ضرورة تغيير نظام التوجيه بالجامعة "الذي لا يزال يعطي الأفضلية للشعب العتيقة على حساب الشعب الدراسية الجديدة"، حسب رأيه.
منقول من جريدة الشروق