كشفت مصادر متطابقة، عن إقدام أساتذة يتاجرون في الدروس الخصوصية بوهران، بتسريب تمارين وإشكاليات تم طرحها في عينة من مواضيع اختبارات الفصل الأول للموسم الدراسي الجاري ببعض المؤسسات التربوية في وهران، وهذا لصالح تلاميذ يلقنونهم دروسا بمقابل مادي، وفي الوقت ذاته يدرّسونهم بمؤسسات التعليم العام، أو ينتمون لأقسام أخرى وأُخضعوا لامتحانات موحدة مع نظرائهم بنفس المتوسطة أو الثانوية.
يطالب تلاميذ وأولياء، وأساتذة أن الأمر أخذ طابع الظاهرة السائدة في صمت ببعض المؤسسات التربوية، بضرورة تحرك مديرية التربية للتحقيق ميدانيا في الموضوع، وعلى طريقة التحريات البوليسية التي يستعمل فيها أسلوب التمويه والاختراق السري لمعاقل مروجي الدروس الخصوصية، سواء أكان يتم ذلك عن طريق وسيلة الغش في الاختبارات، أو إنجاح "زبائنهم الأوفياء" من التلاميذ بتضخيم نقاطهم وتزييف معدلاتهم. وتحصلت "الشروق" على عينة من تمارين كان قد تناول مجموعة من التلاميذ طريقة حلها على كراريسهم خلال درس خصوصي، وهي نفسها التي طرحت في موضوع اختبارهم للفصل الأول، فيما يشير تلاميذ آخرون، إلى تلقي زملاء لهم معلومات عن طبيعة الأسئلة والدروس التي ستشملها اختباراتهم، وهي المعلومات التي سربها لهم أستاذة يقدمون لهم دروسا خصوصية.
كما تقوم مجموعة أخرى من الأساتذة بتسريب جزئي لمواضيع اختبارات مع تقديم منهجية الحل لفائدة تلاميذ من الدرجة الأولى، ممن يتلقون داخل فيلاتهم دروسا خصوصية فردية من أساتذتهم بالمؤسسة، ناهيك عن استشهادهم بعديد الأمثلة الأخرى بمدرّسين مكّنوا زبائنهم من التلاميذ من زيادات مجانية ومضخمة في نقاط امتحانات مدرسية بغرض رفع معدلاتهم الفصلية، وبالتالي إنجاحهم في نهاية الموسم، وهي الظاهرة التي تحدث عنها أكثر وباستياء شديد أولياء تلاميذ مقبلون على اجتياز امتحان ـ البيام ـ ذلك أن لها وقعا وتأثيرا كبيرين في تحديد مصير هذا النوع من المترشحين، وهي بمثابة جسر يقود التلاميذ المنتفعين منها مباشرة إلى بوابة الثانوية بمعدلهم السنوي مدفوع الأجر من الباطن حتى في حال فشلهم في امتحان الشهادة.